تُعتبر الدوخة وضعف السمع من المشكلات الطبية التي قد تواجه العديد من الأشخاص في مراحل مختلفة من حياتهم.
بينما قد تبدو هاتان الحالتان منفصلتين للوهلة الأولى، إلا أن هناك أدلة تشير إلى وجود ارتباط وثيق بينهما.
لذلك يعد فهم العلاقة بين الدوخة وضعف السمع يمكن أن يسهم في تحسين التشخيص والعلاج لكلا الحالتين.
في هذا المقال، نستعرض الأسباب المشتركة التي قد تربط بين الدوخة وضعف السمع، ونقدم نصائح وإرشادات للتعامل مع هذه الحالات لتحسين جودة الحياة للأشخاص المتأثرين بها.
هل هناك علاقة بين الدوخة وضعف السمع؟
نعم، هناك علاقة محتملة بين الدوخة وضعف السمع، وتعود هذه العلاقة في العديد من الحالات إلى مشكلات في الأذن الداخلية التي تلعب دورًا حاسمًا في التوازن والسمع.
يمكن تلخيص العلاقة بين الدوخة وضعف السمع من خلال النقاط التالية:
الأذن الداخلية ووظائفها
من المعروف أن الأذن الداخلية تتكون من جزأين رئيسين، هما:
- القوقعة: التي تساعد على ترجمة الاهتزازات الصوتية إلى إشارات عصبية ترسل إلى الدماغ.
- الجهاز الدهليزي: الذي يلعب دورًا حيويًا في الحفاظ على التوازن والاستقرار.
وبالتالي عند حدوث تلف أو خلل وظيفي في أي من هذه الهياكل فقد يؤدي ذلك إلى ضعف السمع والدوخة.
الأسباب المشتركة
يمكن أن تنتج الدوخة وضعف السمع عن عدة أسباب مشتركة، تشمل:
- مرض منيير: وهي حالة تتسم بوجود سوائل زائدة في الأذن الداخلية، مما يسبب نوبات من الدوخة وضعف السمع، وأحيانًا طنين الأذن.
- عدوى الأذن: قد تسبب التهابات الأذن الوسطى أو الداخلية الدوخة وضعف السمع المؤقت.
- إصابات الرأس: يمكن أن تؤثر الإصابات على الأذن الداخلية، مما يؤدي إلى مشاكل في التوازن والسمع.
- بعض الأدوية: قد تكون الدوخة وضعف السمع أحد الآثار الجانبية لبعض الأدوية، مثل:
- المضادات الحيوية.
- مدرات البول.
- مضادات الاكتئاب.
- الحالات الطبية الأخرى: بعض الأمراض تؤثر على تدفق الدم إلى الأذن الداخلية مسببةً أعراض مثل الدوخة وضعف السمع، وتشمل:
- مرض السكري.
- ارتفاع ضغط الدم.
- التصلب المتعدد.
كيف تبدو الدوخة الناتجة عن ضعف السمع؟
الدوخة الناتجة عن ضعف السمع غالبًا ما تكون مرتبطة بمشاكل في الأذن الداخلية، لذلك توجد بعض الأعراض المحددة والمميزة التي يمكن أن تظهر عند الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة:
- إحساس قوي بالدوران أو الشعور بأن البيئة المحيطة تدور من حوله.
- يزداد الدوران سوءًا مع حركة الرأس أو تغيير الوضعية.
- فقدان التوازن، خاصة عند الوقوف أو المشي.
- شعور عام بعدم الارتياح أو الغثيان، وغالبًا ما يكون مصحوبًا بأعراض أخرى مثل الصداع.
- طنين الأذن وقد يكون مستمرًا أو متقطعًا.
- شعور بالضغط أو الامتلاء في الأذن المصابة.
كيف يتم تشخيص ضعف السمع الناتج عن الدوخة؟
الهدف من الفحوصات التشخيصية هو تحديد السبب الجذري لكل من الدوخة وضعف السمع وتقييم مدى الارتباط بينهما.
إليك الخطوات الأساسية التي يتبعها الطبيب أو أخصائي السمع لتشخيص هذه الحالة:
التاريخ الطبي والفحص السريري
يقوم الطبيب بمراجعة التاريخ الطبي والتعرف على الأعراض التي يعاني منها المريض، وتوقيتها، وشدتها.
يتضمن فحص الأذن استخدام منظار الأذن للتحقق من وجود أي انسداد أو التهاب.
اختبارات السمع
تشمل ما يلي:
- اختبار السمع: يُستخدم لتقييم قدرة الفرد على سماع وفهم الأصوات، ويتم ذلك عادةً من خلال عرض مجموعة من الأصوات في مختلف المستويات الصوتية والترددات لتحديد مدى قوة ووضوح السمع لدى الفرد.
- اختبار السمع الكلامي: يُستخدم لتقييم قدرة الفرد على فهم الكلمات المنطوقة بوضوح ودقة.
ويتم ذلك عن طريق عرض مجموعة من الكلمات أو الجمل بصوت مسموع، ويُطلب من الشخص المختبر تكرار هذه الكلمات بالضبط أو تحديد معناها بعد الاستماع إليها.
- اختبار السمع الدماغي: يستخدم لتقييم وظيفة السمع على مستوى الدماغ، ويتم ذلك عن طريق تسجيل النشاط الكهربائي في الدماغ باستخدام أجهزة خاصة، بينما يتلقى الشخص المختبر سلسلة من الإشارات الصوتية عبر سماعات.
اختبارات السمع والتوازن
تتضمن التالي:
- الاختبار الحَرورِي (Caloric Testing): يتم تحفيز الأذن الداخلية باستخدام الماء أو الهواء الدافئ والبارد لمعرفة استجابة الجهاز الدهليزي.
- اختبار القوقعة (Otoacoustic Emissions – OAE): يعتمد هذا الاختبار على قياس الاهتزازات الصوتية التي تُولد من قبل القوقعة نفسها عند تعرضها لإشارات صوتية خارجية.
حيث أنه يتم وضع أجهزة حساسة على الطبلة لقياس هذه الاهتزازات وتحليلها.
- اختبار الأذن الوسطى (Tympanometry): يتم إدخال جهاز صغير إلى القناة السمعية للشخص، ويُطبق ضغط هوائي متغير تلقائيًا داخل الأذن الوسطى.
يقيس الجهاز كيفية استجابة طبلة الأذن لهذا الضغط، مما يسمح للأطباء بتقييم مدى تحرك طبلة الأذن وتشخيص الحالات المسببة للدوخة وضعف السمع.
الفحوصات التصويرية
قد يوصي الطبيب أو أخصائي السمع أيضًا بالتصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي المحوسب.
نصائح وإرشادات للتعامل مع الدوخة وضعف السمع
إليك بعض النصائح والإرشادات التي يمكن أن تساعد في التعامل مع الدوخة وضعف السمع:
- قم بتجنب الحركات السريعة أو التغيرات المفاجئة عند الجلوس أو القيام.
- خذ قسط من الراحة عند الشعور بالدوار، ولا تتحرك حتى تهدأ الأعراض.
- قم ببعض التمارين حيث أنها قد تساعد هذه التمارين الرياضية الخفيفة مثل المشي أو السباحة في تحسين التوازن والاستقرار.
- حاول البقاء في بيئة هادئة ومعتدلة الصوت، وتجنب التعرض للضوضاء العالية.
- استخدام المعينات السمعية فقد تكون وسيلة رائعة لمنع الدوخة، فعندما تكون قادرًا على السمع بشكل أفضل، لا يضطر دماغك إلى العمل بجهد كبير لمعالجة الصوت، مما يقلل من خطر الدوار أو الدوخة.
- قم باستشارة الطبيب في حال استمرار الأعراض أو تفاقمها، للحصول على التشخيص الدقيق والعلاج المناسب.
اقرأ أيضًا: هل طنين الأذن خطير؟
المصادر:
- Social, F. (2023, April 30). Can hearing loss cause dizziness? – Beltone tristate. Beltone Tristate. https://beltonetristate.com/can-hearing-loss-cause-dizziness/
- Harrison, P. (2023, July 18). Dizziness and Hearing Loss – The reasons, causes and treatments. Hearing Aid UK. https://www.hearingaid.org.uk/hearing-loss-awareness/dizziness-and-hearing-loss
- Causes of Dizziness and Connection with Hearing Loss. (n.d.). Vikram Ent Hospital. https://www.vikramenthospital.com/blog/cause-dizzness-connection-hearing-loss.php
- Hive Creative Group. (2023, September 22). The Link between Hearing Loss and Balance — Hearing Health Associates – OFFICIAL WEBSITE. Hearing Health Associates – OFFICIAL WEBSITE. https://www.hearinghealthassoc.com/hearing-health-associates-va-blog/the-link-between-hearing-loss-and-balance