ضعف السمع الحسي العصبي هي حالة طبية تتعلق بمشاكل السمع الناتجة عن تلف في الأذن الداخلية أو العصب السمعي، مما يؤدي إلى صعوبة في معالجة الأصوات وفهمها بشكل صحيح.
يُعتبر هذا النوع من الأنواع الأكثر شيوعًا، ويمكن أن يؤثر بشكل كبير على جودة الحياة والتواصل اليومي.
في هذا المقال، نذكر الأسباب الرئيسية وراء ضعف السمع الحسي العصبي، ونتناول كيفية تأثيرها على وظائف السمع وكيفية التعامل معها بشكل فعال.
ما هو سبب ضعف السمع الحسي العصبي؟
ضعف السمع الحسي العصبي يحدث بسبب تلف في خلايا الشعر في الأذن الداخلية (القوقعة) أو في العصب السمعي، مما يؤثر على قدرة الشخص على استقبال وتحليل الأصوات، وذلك بسبب صعوبة في نقل الإشارات السمعية إلى الدماغ.
تجدر الإشارة إلى أن الشخص قد لا يلاحظ ضعف السمع الحسي العصبي إلا بعد تضرر حوالي 30% إلى 50% من خلايا الشعر في الأذن الداخلية.
إليك أبرز الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى ضعف السمع الحسي العصبي:
التقدم في العمر
غالبًا ما تؤدي عملية الشيخوخة إلى تدهور خلايا الشعر في الأذن الداخلية والعصب السمعي، حيث يفقد الفرد 1% من سمعه سنويًا في عمر السبعين وما بعد، مما يسبب ضعف السمع الحسي العصبي.
التعرض للضوضاء العالية
الاستماع المستمر للضوضاء العالية مثل الموسيقى الصاخبة أو الأصوات الصناعية يمكن أن يتلف خلايا الشعر في الأذن الداخلية ويؤدي إلى ضعف السمع والإصابة بمشاكل أخرى، مثل: طنين الأذن.
الأمراض والالتهابات
قد تسبب بعض الأمراض الفيروسية أو البكتيرية التهابات مزمنة أو حادة وبالتالي تؤثر وتحدث ضررًا للأذن الداخلية أو العصب السمعي.
الإصابات
يمكن أن تؤدي إصابات الرأس أيضًا إلى إتلاف الأذن، مما يؤدي إلى ضعف السمع على المدى القصير أو الطويل.
بعض الأدوية
تسبب بعض الأدوية ، مثل بعض المضادات الحيوية، وأدوية العلاج الكيميائي المستخدمة لعلاج السرطان، ومدرّات البول ضعف السمع كأثر جانبي.
مرض مينير
يمكن أن يتسبب بتأثيرات سلبية على الأذن الداخلية ويؤدي إلى ضعف السمع.
أعراض ضعف السمع الحسي العصبي
ضعف السمع الحسي العصبي قد يظهر من خلال مجموعة متنوعة من الأعراض، والتي قد تؤثر بشكل كبير على جودة الحياة والتواصل.
تشمل الأعراض الرئيسية:
- الشعور بطنين الأذن.
- صعوبة في سماع الأصوات بوضوح، خاصة الأصوات العالية أو الدقيقة.
- صعوبة فهم الكلمات خاصة في البيئات الصاخبة أو عندما يتحدث الناس بسرعة، مما يؤدي إلى الحاجة لتكرار الكلام.
- يشعر البعض بالإزعاج أو عدم الراحة عند سماع الأصوات التي لا تكون عالية بشكل خاص، كما قد يكون لديهم صعوبة في تمييز الأصوات المختلفة.
- صعوبة في تحديد مصدر الصوت أو تحديد اتجاهه.
- الشعور بالتعب والإرهاق بعد محادثات طويلة أو في بيئات صاخبة بسبب الجهد المبذول في محاولة السمع وفهم الأصوات.
- في بعض الحالات، قد يرتبط ضعف السمع الحسي العصبي بمشاكل في التوازن، حيث أن الأذن الداخلية تلعب دوراً في الحفاظ على التوازن.
أنواع ضعف السمع الحسي العصبي
يمكن ذكرهم على النحو التالي:
ضعف السمع الثنائي (Bilateral Hearing Loss)
يحدث عندما يكون ضعف السمع متساويًا إلى حد ما في كلتا الأذنين، ويعد هذا النوع هو الأكثر شيوعًا بين كبار السن، حيث يكون التأثير عادة مشابهًا في كلا الأذنين.
ضعف السمع الأحادي الجانب (Unilateral Hearing Loss)
يحدث عندما تكون إحدى الأذنين قادرة على السمع ضمن النطاق الطبيعي بينما تعاني الأذن الأخرى من ضعف السمع.
ضعف السمع غير المتماثل (Asymmetric Hearing Loss)
يحدث عندما يكون ضعف السمع موجودًا في كلتا الأذنين، ولكنه أشد في إحدى الأذنين مقارنة بالأذن الأخرى.
بالإضافة إلى أنه قد يكون هناك اختلاف في استجابة الأذنين للترددات الصوتية المختلفة.
ضعف السمع العصبي الحسي المفاجئ (Sudden Sensorineural Hearing Loss – SSNHL)
يحدث ضعف السمع بشكل مفاجئ في غضون 72 ساعة بسبب أسباب حسية عصبية، وليس بسبب انسداد مادي مثل السوائل الزائدة أو شمع الأذن.
يمكن أن يكون ناتجًا عن إصابة، مرض، أو تعرض لضوضاء عالية، مثل انفجار أو إطلاق نار.
طرق تشخيص ضعف السمع الحسي العصبي
تشمل طرق التشخيص الرئيسية:
مراجعة التاريخ الطبي وإجراء الفحص البدني
يقوم الطبيب أو أخصائي السمع بجمع معلومات حول التاريخ الطبي للمريض، بما في ذلك الأعراض الحالية، العوامل البيئية، والتعرض للضوضاء أو الأدوية السامة.
بعد ذلك يتم فحص الأذن الخارجية والأذن الوسطى للتحقق من وجود مشاكل ظاهرة مثل الالتهابات أو الشمع الزائد.
اختبار السمع (Audiometry)
يقيس القدرة على سماع نغمات مختلفة الترددات والأحجام، ويتم استخدام سماعات رأس لتوصيل الأصوات إلى الأذنين وتسجيل الاستجابة.
اختبار السمع الكلامي (Speech Audiometry)
يُستخدم لتقييم قدرة الفرد على سماع وفهم الكلام بوضوح، ويتم ذلك من خلال تقديم مجموعة من الكلمات بصوتيات وسياقات متنوعة، مما يساعد في قياس مدى دقة استيعاب الكلام لدى الشخص.
اختبارات التصوير
مثل: التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أو الأشعة المقطعية (CT) لتحديد ما إذا كان هناك تلف في العصب السمعي أو الأذن الداخلية.
فحص السمع الدماغي (ABR)
يقيس النشاط الكهربائي في الدماغ استجابة للأصوات. يمكن أن يساعد في تحديد المشاكل في العصب السمعي.
طرق علاج ضعف السمع الحسي العصبي
يمكن علاج هذه الحالة من خلال الطرق التالية:
العلاج الدوائي
في بعض الحالات، يمكن أن تكون الأدوية مفيدة، خاصةً إذا كان هناك التهاب أو عدوى قد تؤثر على السمع.
يتم استخدام الأدوية بناءً على التوصيات الطبية وبناءً على حالة المريض الفردية.
السماعات الطبية
تعتبر السماعات الطبية إحدى أكثر الحلول شيوعًا، حيث أنها تساعد على تقوية الأصوات وتعويض ضعف السمع.
زراعة قوقعة الأذن
إذا لم تكن السماعات الطبية فعّالة، قد تكون زراعة القوقعة للأذن خيارًا مناسبًا.
إعادة التأهيل السمعي
يشمل هذا النوع من العلاج التدريبات والتمارين التي تساعد المرضى على تحسين مهاراتهم في فهم الكلام والاستماع.
قد يتضمن أيضًا استخدام تقنيات تحفيزية لتحسين القدرة على السمع.
اقرأ أيضًا: ما أعراض تصلب الأذن؟
نريد أن نلفت انتباهك إلى أن المركز الأردني للسمعيات (Jordan Hearing Center) يوفر لك جميع أنواع الفحوصات السمعية والسماعات الطبية المناسبة لك ولاحتياجاتك الفردية، لذا لا تترد في التواصل معنا عبر:
رقم الهاتف 065688666
البريد الإلكتروني: info@hearingjo.com
المصادر:
- What is sensorineural hearing loss? (2024, February 22). NCOA Adviser. https://www.ncoa.org/adviser/hearing-aids/sensorineural-hearing-loss/
- American Academy of Audiology. (2022, June 14). Sensorineural Hearing Loss – American Academy of Audiology. https://www.audiology.org/consumers-and-patients/hearing-and-balance/sensorineural-hearing-loss/
- ENT Health. (2024, May 1). Sensorineural Hearing Loss (SNHL) – ENT Health. https://www.enthealth.org/conditions/sensorineural-hearing-loss/